موضوع: " تسمو بروح الأوفياء " الجمعة نوفمبر 04, 2011 8:14 am
تم اختيار عبارة "تسمو بروح الاوفياء" شعارا جديدا للاحتفال باليوم الوطني وهو الشطر الذي يلي مباشرة قطر ستبقى حرة من النشيد الوطني تأكيدا على التفاف الجميع حول مسيرة التكاتف والولاء والعزة لبلادنا الحبيبة.
فمنذ اليوم ستبدأ الاستعدادات لليوم الوطني عبر فعاليات عديدة ومتنوعة تعزز الولاء والتكاتف وتعتز بالهوية الوطنية من خلال الالتزام بفعاليات لها أصل في تاريخنا وترتبط ارتباطا مباشرا بهويتنا وتقاليدنا المميزة، التي منها ستنطلق مشاركة بناتنا، الطالبات في المدارس القطرية، عبر برنامج تدريبي محكم، يتضمن فعالية تصل الفائزات من خلالها إلى حفل التتويج النهائي.
و"لمراداة" رقصة شعبية تراثية قطرية أصيلة، معروفة منذ القدم، احتوت عبر مسارها طاقة الفرح وشحنة لقاء الأهل مع الأهل، في المناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية، مثل عيدي الفطر والأضحى و"القفال"، أي عودة السفن من رحلة الغوص على اللؤلؤ في نهاية الموسم، حيث يجتمع النسوة والفتيات والأطفال في براحة منعزلة لكل منطقة أو فريج، أو في منزل أحد الأعيان المعروفين، من أجل أداء تلك الرقصة الجماعية البهيجة حتى غروب الشمس.
من الماضي إلى الحاضر يتجدد اللقاء بين الأجداد والأحفاد عبر الآباء .. فقد انطلقت المرحلة الأولى من التدريب على لمراداة في الثاني من أكتوبر الحالي استعداداً لليوم الوطني بمشاركة (400) طفلة يمثلن (25) مدرسة ابتدائية من مناطق عديدة في بلادنا الحبيبة.
وتمثل "لمراداة" جزءاً عزيزاً من تراثنا القطري، فهي تلك الرقصة التي تؤديها الفتيات ومعهن الأطفال، حيث يتزين بارتداء أجمل ثياب النشل الملونة والدراريع المطرزة بالزري والحلي الذهبية، كالهلالي والجتوب والمرتعشة، يتكحلن ويتعطرن ويحملن معهن دلال القهوة وسلال الأطعمة، متجهات إلى البراحة وهو المكان الأثير الذي يُرادين فيه.
والآن تحلو هذه الفعالية المدرسية الاجتماعية كونها نشاطا جماعيا تؤديه عدة فرق من الطالبات، حيث تتكون كل فرقة مدرسية من (16) طالبة، يتم تدريبهن الآن على "لمراداة" بإشراف مدربات يمتلكن الخبرة في هذا المجال، فيما تتابع لجنة التحكيم المشكّلة لهذا الغرض عروضَ "لمراداة"، مطبِّقة معايير محددة، يتم في ضوئها اختيار أفضل الفرق للنهائي الذي سيتوج بيوم الوطن.
يجلس النسوة، ومعهن الأطفال، لمشاهدة الفتيات وهن يرادين، ويمجدن الوطن، ورموزه، بالأغاني والأناشيد الجميلة، تنشد الكبيرات الأشعار، وتقوم الفتيات من سن الثانية عشرة حتى السادسة عشرة بغنائها، ولكن ليس ثمة قاعدة ثابتة هنا، فقد تشارك في "لمراداة" النساء الشابات أو الكبيرات في السن، وقد يصل عدد المشاركات إلى أكثر من 30 فتاة وامرأة.
ولعل أجمل ما في "لمرادة" طقس الغناء الجماعي الذي يرتفع وينخفض ويتلوّن بأصوات المشاركات، بدون مصاحبة للأدوات الموسيقية، فيما تعبّر الرقصة المؤلَّفة من الصفين المتقابلين، وبحركاتهما المتناغمة، لوحة إيقاعية مزركشة، حيث تضرب الفتيات الأرض بأقدامهن، وهن ممسكات بأيدي بعضهن ويتمايلن يمنة ويسرة، بشكل منتظم، منشدات مقاطع الأغاني الجميلة، مذكرة بالماضي المجيد والحاضر الزاهر.
تشرع إحدى النسوة بإطلاق أهزوجة "لمراداة" الأولى، ليلحقها صف النسوة من خلفها ويرددن شطر الأغنية، ثم يرد الصف الثاني المقابل للأول الشطر نفسه، مرتين أو ثلاث مرات، يتقدم الصف الأول إلى الأمام حتى يصل إلى الصف المقابل وهن ينشدن، والصف الآخر يرد عليهن، ويبدأ بالتراجع إلى الوراء، ثم يبدأ الصف الثاني بالتقدم والأول يتراجع، وهكذا، تتجاوب الأصوات والحركات، الحناجر والقلوب، وفي النهاية يجتمع الصفّان في منتصف المسافة، من أجل لحظة "الختام" بالردحة والغناء الجماعي الواحد. أليست المناسبة التي يستعد لها اليوم بناتنا من أجيال المستقبل هي جزء من يوم الاعتزازِ بالهويةِ الوطنيةِ القطرية
الجمعة نوفمبر 04, 2011 8:14 am